وكالة أنباء الادب العربى
مرحبا بكم فى وكالة انباء الادب العربى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

وكالة أنباء الادب العربى
مرحبا بكم فى وكالة انباء الادب العربى
وكالة أنباء الادب العربى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موسوعه كتاب القصه بمصر / ابراهيم عطبه

اذهب الى الأسفل

موسوعه كتاب القصه بمصر / ابراهيم عطبه Empty موسوعه كتاب القصه بمصر / ابراهيم عطبه

مُساهمة  وكالة انباء الادب العربى الخميس فبراير 11, 2016 11:27 am







موسوعه كتاب القصه بمصر / ابراهيم عطبه 681102161455200478491




قصة قصيرة
أم سيد الجارية
إبراهيم عطية

ولما كانت طباع الناس في تغير مستمر وفق طبيعة الحياة ، لا الصُغير يفضل صُغير ولا الكبير يفضل كبير ، وكل شئ له أول له أخر.. هكذا علمتنا الدنيا التي لا أمان لها ، وسبحان المغير الذي لا يتغير .. من ساعة ما عيني وعيت على الحياة شفت خلق يا مه من جميع الأصناف أشي اللي راح للحرب ، وانقطعت أخباره واللي سافر ومفيش حس ولا خبر واللي مات واللي واللي …
وحارتنا شافت من صنوف البشر ما يزيد عن عدد شعر الرأس بملايين المرات ، رغم أنها ( زقة ) من حي يسكنه أغلب خلق الله في الكون من أصحاب الحرف المعروفة في بر مصر المحروسة زي عم فتحي الطرابيشي ورجب المكوجي ، ومحروس العربجي ، وعم شحاته الترزي وفتوح النحاس وعم عطوه أبو راس الجزار ، وعبد السلام الصراماتي ومحروس الطبال ، وسنية العمشة الداية ، وزوبة الدلالة ، وشامية الغجرية ، أسماء وأسماء علقت بذاكرة الطفولة العـنيدة …
لكن كله كوم وملكة الزمام الست الهمام أم لسان ( فرقلة ) سليلة الحسب والنسب في فن الردح المعتبر ( أم سيد الجارية ) التي تخانق دبان وجهها ، وتبقي أمه داعيه عليه اللي يصتبح بخلقتها ولا يستعذ بالله من الشيطان الرجيم في سره …
- " بتقول إيه يا روح أمك .. يا عرة الرجالة .."
- ولا حاجة يا خالة .
بحسب .. داهيه تاخدك وتاخد اللي خلفوك .. يا ريتها كات انبطت عليك يوم ما ولدتك ، يا قله … يوم أمك أسود من قرن الخروب ..
عبارات خرجت من الذاكرة بمجرد رؤيتها ماثلة أمامي ، بقايا امرأة صارعت الزمن حتى أخذ منها صباها الذي كانت تتباهى به بين البنات ، وطلعتها الأخاذة التي كانت تثير رجال ( كفر النحال ) الذين تمنوا خطب ودها ، وتهامسوا متيمين عشقا وهم يرددون …
- يا خسارة الحلو ما يكملش .. !!
لم أكن أتصور للحظة أنها هي بشحمها ولحمها المرأة العجوز الواقفة أمامي بعد أن جاءوا بها إلى القسم ، وقد أغرق الدم جلبابها من رأس المرأة الواقفة بجوارها على أثر ( روسية ) من رأسها التي تشبه المرزبة ، كم من المرات شاهدتها في هذا المنظر أيام كنا نسكن ( حي الحلزونة ) المجاور لوا بور
( عبد العزيز رضوان ) الذي كان يعمل فيه أبي مشرفا على عنابر القطن ، وكنت قد عرفت ( أم سيد الجارية ) أثناء عملها مع نساء الحي داخل الوابور، فارضة عليهن الزعامة ، لا تستطيع واحدة منهن أن تعصي لها كلمة ، ومن يشاورها عقلها بالعصيان ، يكون مصيرها مثل المرأة الواقفة أمامي تختبئ في خزيها ، كما لو كانت هي الجانية لا المجني عليها .. هل حقا مازال هذا الجسد الواهن يتمتع بعنفوان قوته بعد مرور هذه السنوات ..؟!
مرات عديدة كنت أتسلل إلى العنابر مستغلا غفلة أبي وانشغاله مع العمال لأشاهد هذا النموذج الفريد من النساء ، صاحبة الصيت الذائع في أرجاء المدينة وهي تحمل كيس القطن إلى ماكينات الحلج في خفة الرهوان ..
استجدتني المرأة التي تبك رأسها بالدماء ، أن ألقي بهذه المرأة المفترية في السجن وأخلص الناس من شرها ، واستحلفتني مستعطفة ..:
خصيمك النبي يا باشا تخلصنا من هذا الوبا ، دى وليه قادرة وما يقدر عليها إلا ربنا والحكومة ..!
تفحصت تجاعيد الشيخوخة المطلة من الوجه الذي يفيض براءة ، سبحان مغير الأحوال من يصدق أن الوداعة والسكينة استطاعتا إخفاء الفظاظة وغلظة القلب ..؟!
لكن شهادة لله رغم قسوتها على الناس إلا أنها بالنسبة لنا نحن الصغار أُماً تفيضُ حباً وحناناً ، كنا نخشاها في بادئ الأمر وترتعد أبداننا الصغيرة خوفا ، وما جرأني على الاقتراب منها سوي صداقتي لـ ( جمال ) أحد أبنائها الستة حين قابلتنا أثناء عودتنا من المدرسة وطبعت قبلة على وجنتينا ، وأعطتنا عشرة قروش كي نشتري حلوي من الدكان ، منذ هذا اليوم شعرت بعطف شديد نحوها ، حتى توطدت علاقتي بها وأدركت مدي الظلم والافتراء عليها بأقاويل الناس التي لا ترحم أحداً ، والتي تؤكد على أن من يقترب من النار تلسعه .. والنحلة لا تؤذي إلا من يؤذيها ..!!
انتبهت مصغيا لنبراتها الضعيفة المنكسرة ، والمغلفة بالكبرياء ..:
- أنت تصدق يا بيه التخريف اللي بتقوله الوليه ديه .. عمرك شفت بلوه زي كده..؟! اللي يقرب من القطة ما ينوبه إلا خربشتها يا باشا … مش كده ولا إيه ..؟!
فهمت مقصدها محاولا إخفاء ضحكة تملكتني ، هي التي تقتل القتيل وتمشي في جنازته .. هكذا اشتهرت .. وذاع صيتها بين أحياء المدينة ، لا يستطيع أحد أن يأخذ معها حق أو باطل ، ولما ذاع صيتها وعرفت ( الجارية ) بجبروتها وسلاطة لسانها استعان بها ذوي الشأن في قضاء حوائجهم ، وفرض النفوذ ، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل شكلت فريقا من النسوة ، قامت بتدريبهن وتعليمهن الردح على أصله من شخـر وغنج ، اعتمادا على مخارج الحروف من الأنف ، وقاموس من الألفاظ التي أنتجتها القريحة وفقا لمقتضى الحال ، أضف إلى ذلك ( التدريع ) ببعض حركات من الأذرع وإيماءات محملة بتعبيرات جنسية غاية في الفجاجة ، وفرش الملاءة لمن تسول له نفسه الاقتراب من معسكر الشر ، والغريب أن أعضاء مجلس الشعب عن الدائرة كانوا يستعينون بها في تقفيل لجان الانتخاب .. ويأتيها القاصي والداني لاستئجارها لقضاء بعض الخدمات المستعصية ، لأن الردح له أصحابه ، وهو من الفنون التي أنتجتها القريحة المصرية لزوم ما يلزم في المواقف الصعبة وغير الصعبة ، اعتمادا على الصوت العالي والزعيق ، واللي مش عاجبه يورينا عرض قفاه ، وصلي على اللي يشفع فيك في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلبٍ سليم .. وإذا أردت معرفة أصول الردح ، فعليك أن تذهب إلى الأحياء الشعبية في بر مصر ، فسوف تري وتسمع العجب العجاب من مخلوقات الله ، وخليها في سرك اسمع وما تحكيش ..!
سنوات طويلة منذ تركنا – الحلزونة – وانتقلنا إلى أحد الأحياء الحديثة في مدينة الزقازيق .. مؤكد أن المرأة التي تقف أمامي بشحمها ولحمها لا تذكر ملامحي ، أعرفها ولا تعرفني .. هل أقول لها أنني الولد ( عماد ) أبن عزوز أفندي مشرف العنابر في وابور محلج عبد العزيز رضوان باشا سابقا ..؟! هل أسألها عن جمال أبنها .. ماذا فعلت الدنيا معه ..؟!
.. نهرني النسر النحاسي اللامع الواقف على كتفي ، فتراجعت عن الفكرة أمراً إياهما التوجه إلى ( الأمين ) كي يفتح لهما محضرا للإدلاء بأقوالهما ..!
يالها من امرأة أحيت طفولتي التي توارت وراء الرجولة ، والعمل الجاد في البوليس ، أخذني الحنين إلى شارع فاروق ، و الحلزونة بشوارعها الضيقة حيث البيوت القديمة ، وأرض محلج عبد العزيز رضوان المهجورة بعد نقله خارج المدينة .. لن أنسي ما حييت يوم أن صحا الحي على صوات وزعيق وطبل وزغاريد وصاجات إثر خناقة وقعت بين أم سيد وأبنتها ( دلال ) ومحروس الطبال ربيب العوالم ذو النبرات الأنثوية والشعر الطويل على ظهره ، ساعتها فُرشت الملاءة في وسط الشارع كاشفة عن نصفها السفلي دون حياء ، وهاتك يا ردح قذفته بوابل من الكلام .." يا محنوا ، فشر يا عمر يا أخويه يا عرة الرجالة .." وعلى عينك يا تاجر واللي ما يشتري يتفرج ، وسيد الطبال يرد بالطبلة والصاجات هازئا ، حتى انتهت الخناقة التي وقعت بسبب لعب العيال لأن أبن محروس بطح أبن بنت أم سيد ، ولن تبرد النار إلا بعد الشبشبة له أمام الخلق ، ويصبح عبرة لغيرة ممن تسول لهم أنفسهم الوقوف أمام أم سيد الجارية وعيالها وتهان كرامته ، وبالفعل لم تهدأ النار إلا بجرجرة محروس الطبال في الشارع وتجريده من ملابسه ومرغته في التراب ، حتى بكي بكاء النسوان وصار عبرة اعتبر بها الجميع في المنطقة .. يومها قررت أمي ترك المنطقة وطلبت من أبي البحث عن شقة بديلة بعيدا عن ( الحَوّش ) وحفاظا علينا من تعلم مثل هذه الألفاظ ..!
رغم هذا عرفت أم سيد الجارية ببنت البلد ( المجدع ) نصيرة الفقراء والمستضعفين ، ولا تقبل أن يفتري قويا على ضعيفٍ ، وكانت تناصر الصبية الذين يعملون لدى أصحاب المحلات ، وتقف إلى جوارهم في المطالبة بحقوقهم .
بعد أن انتهي ( الأمين ) من استجوابهما وتحرير المحضر الذي تصفحت أوراقه ، وقعت عيناي على اسمها " جميلة حسين عبد الرءوف المصري " حارة عبد المعبود كفر الإشارة .. شلت الصدمة تفكيري للحظات بينما المرأة تهم بالخروج من باب القسم محنية الظهر بفعل الشيخوخة ، قمتُ أطلُ من النافذة ، أرقبُ طيفها البعيد الذي صعد للسماء ، وهاتفٍ يؤكد لي أنه.. يخلق من الشبه أربعـين …!!



موسوعه كتاب القصه بمصر / ابراهيم عطبه 681102161455200478491

قصة قصيرة
كلام ليل
إبراهيم عطية



الليل سكون ، وفى الليل يحلو السهر والسمر ، وفى السهر ثلاثة أصدقاء يتقابلون كلَّ ليلة أسفل صهاريج المياه في ميدان المنتزة ، وكلما جلسوا تطايرت النكات والحكايات عن صنوف من البشر والمخلوقات بعد يوم من التعب والمشقة ، يخففون على أنفسهم بكلام الليل المدهون باللطائف .. والليل أنيس المجروحين ، يشكون لوعتهم وآهاتهم من جرح الزمان ، والجرح بعادٌ وفراق وهجر الحبيب ...
يسود الصمت وتترقب نظرات الجالسين .. قطة تتربص بفأر يطل من فتحة صغيرة في جدار دورة المياه العمومية .. تنقض عليه وتدغدغه بين أسنانها وتتركه متجاهلة إياه غارقا فى ذعره إلى أن يشعر بالطمأنينة ، تقفز منقضة عليه وترفعه إلى أعلى فيموت في جلده ، ويبدو كما لو مات ألف مرة ، تتركه متجاهلة وتذهب بعيدا ، يلتقط أنفاسه ويسرع بالفرار لكنها تنقض عليه مرارا ، والدهشة تغرق الوجوه بالضحك ، إلا أن صرخة دوت زلزلت الأرض ، برقت كسيف شق السماء ، فأمطرت أسرابا من القطط .
صدقوني .. ليس من سبيل الدعابة أو لمجرد التسلية ، والكلام ليس للت والعجن كما يفعل بعض "اللكاكين" فى هذا الزمان ، وما أرويه عن عجائب المخلوقات طبيعي جداً بالنسبة لمحافظة كل جنس على نوعه ، ومن أسرار الطبيعة أن يحن الذكر إلى الأنثى وتحن الأنثى إلى الذكر إلا من شذ .. أليس كذلك ..؟! ويمكن إحداث طفرة فى النوع فتنشأ علاقات استثنائية ينتج عنها نوعاُ آخر من المخلوقات ، و الحياة دائما تحلو بالمتعة ، والمتعة قد تأتى من وزة شيطان للإنسان ، لكن السؤال الذي يحيرني ويراودني كثيراً ..
هل المتعة فعلاً وزة شيطان ..؟
وإذا كان كذلك هل يوز الشيطان الحيوان ..؟!
أعتقد إن كان ولابد من تفسير ذلك الحدث الذى يسمونه المتعة الناتجة من منبع الإحساس باللذة والحنين إلى التكامل النوعي.
وقد يتصور البعض إن ما حدث شئ طبيعي يحدث بين سائر المخلوقات ، بل نرى الكلاب فى الشوارع بمجرد أن تشم رائحة كلبة فى مكان ما تتجمع كلاب الحى بأكمله حولها ويلاحقونها ، ناهيك عما يحدث طوال الليل من نباح ومعارك طاحنة بين الذكور إلى أن يظفر بها من هو أحق وأقوى .. هذا المنظر أربك الفتاة المارة فى الطريق مع زميلتها وحاولت الإسراع فى الخطى ، لكن حب الاستطلاع شدها للنظر ورؤية المشهد بتفاصيله التى حمرت خديها ببدرة الخجل وحرارة الموقف الملتهبة .
والصرخة التى انفجرت ، شرخت زجاج النوافذ المطلة على الميدان ، حفرت حفرة غائرة في جدار الصمت وظلمة سكون الليل ، بدا الموقف محيراً لدرجة أصابت الجميع بشلل مؤقت أوقف حركة الشارع تماماً لثوانٍ أو ربما دقائق مرت أو ربما توقف الوقت ، لكن ما حدث حدث ..
ويبدو السؤال ..ألا يستطيع كبت جماح غرائزه ، وبالذات هذه الغريزة التى لا يستطيع السيطرة والتحكم فيها أمام ضعف العاطفة الجبارة التى تجتاح الجسد وتغرق في جبروتها العتاة ، يضعف ويلين ويستسلم دون وعى ، وبلا يقظة ، يغيب عن الحياة ويحدث ما يحدث لتكامل النوع .
وإذا حاولت تجاهل ما يحدث فإن دافع ما يدفعك نحو الالتفات إلى المشهد والانجذاب إليه بتلقائية وعفوية حب الاستطلاع ، ويمكن أن تعيد النظر للتأكيد ، وقد يتوارد لديك شعور بالرغبة أو خواطر حول الدوافع التى أدت إلى حدوث هذا الفعل في الطريق العام ، وتقول في سرك ..ليس غريبا ما يجرى فالشيطان شاطر ، وشطارته أن يوسوس للناس بالشر .
وما جرى في ميدان المنتزة جعلني أتقصى حديث الناس وأصغى إلى نوادرهم عن القطة الرومي الصفراء التى سوف أخبركم من أمرها عجباً ، والعهدة على الراوي ، والراوي محمد غريب أحد الثلاثة الذين يتقابلون عند فرشه كل ليلة يفرشون أحلامهم فوق صفحات الجرائد والمجلات والكتب المرصوصة فوق الأرفف تستمع إلى أحاديث السمر حتى امتلأت وتضخمت ، يقول ابن غريب متندراً عن القطة .. ذات صباح فوجئ أصحاب المحلات والعمال بقطة صغيرة ، تسير وسط الشارع بين أرجل المارة و السيارات وما نبههم إليها سوى نونوتها المسرسعة التى تخترق الآذان ، تقاذفتها الأرجل إلى جانب الرصيف وحين رآها أحد المارة المحبين للقطط صعبت عليه ووضعها فوق الرصيف .
لم يخطر ببال أحد السؤال إن كانت ذكراً أم أنثى ، وليس الذكر كالأنثى ، الفرق شاسع بين السماء والأرض كما تعرفون ، على الأرض قطة بلدي صفراء ، صغيرة ، هزيلة ، لا تستطيع الحراك ، مغمضة العينين ، بيضاء كالقطن المنفوش بصفار باهت ، يشمئز لرؤيتها الناظرين .
وماذا يفيد السؤال إن كانت ذكراً أم أنثى ..؟! الأمر عادى جداً ، ما هى إلا ساعات قلائل أو أيام وتموت جوعاً ، فكم القطط التى في الشوارع يساوى عدد الأولاد الذين ينامون على الأرصفة ، والقطة البلدي لا تساوى شيئاً ، وليس لها صاحب يسأل عنها ، ترى لو كانت قطة سيامي أو رومي أو شيرازي مثلاً هل كان سيصبح هذا مصيرها ..؟! بالطبع لا ، لكنها مشردة مثل هؤلاء الأطفال المشردين في شوارع المدينة بلا أهل ، يشمون - الكُلة والبنزين - ويأكلون من صناديق القمامة .. لا وألف لا ..!!
تبادر إلى ذهني اسم بوسي حبيبتي صورتها تماما وعيناها اللتان تشعان بريقاً ساحراً يأخذ بالألباب ، وخفة روح تؤسر القلب ، لم أقصد إيذاءها ، وما دفعني إليها سوى وزة شيطان رجيم أنساني وأنساها الدنيا وضعفنا وحدث ما حدث .
أليس من حقي أن أحبها وتحبني وأضعف وتضعف ونستجيب لنداءات الجسد المتكررة وأشبع رغباتي المكبوتة منذ سنوات والظروف التى لا تريد أن تنصلح والحصول على شقة أصبح أمراً مستحيلا يا ناس فدلوني ماذا نفعل فى زمن ضاعت فيه الأحلام ..؟! ولا أدرى لماذا تصر بوسى على التمسح بي كلما رأتني كل ليلة ، قطتي بوسي وحبيبتي بوسى ، ونساء العالم كلهن بوسي ، فيا ليتك يا بوسى كنتِ ترفضين الضعف وتقلعين عن عادتك التى تسكرني كلما التقينا وتكفين عن الدلال وتتركيني أعانى الوحدة المريرة ، تصدين وتتمنعين ، كأنك يا بوسى تتلذذين بحيرتي وعذاباتي .. يللاقسوة قلبك يا بوسى حين تركتينِ وتزوجتِ المال ..
وقال ثالثنا وهو على علم بصنف النساء إن الأنثى عندما تدب فيها الروح ويصبها خراط البنات فى قالبه ، يبان جمالها وتتبغدد وتسوق الدلال على الرجال ، والدلال دلع وزينة وعيون تسحر ، وتخطف القلوب ، ولا يملأ عينها أجدع ذكر على وجه الأرض ، إلا من تهفو إليه وتقع فى حبه ويشكمها .
واستكمل ابن غريب الذي عنده علم بالحكاية قائلاً ..
القطة التى أصبحت أنثى بهرها حلاوة عينيها الزرقاوين بزرقة السماء الصافية ، كلما رأت قط يقترب منها يناوشها ويطلب ودَّها ويريد خطبتها رفضته ، وماءت مواءً مفزعاً ، أفزع سكون الليل في الميدان المظلم ظلمة الموات ، نفشت شعرها الجميل بصفرة الذهب ، تقوست وزامت رافعة ذيلها المنفوش ...نـو نــو ...نـــــــــــــــــــــواو واو ... بخ ..
وما أكثر من تقدم لخطبتها طالباً يدها راجياُ حتى امتلأ الميدان كل ليلة بقطط المدينة ، من جاء متوددا بمد أواصر المودة ، أو مغازلاً يطلب العطف ، لكنها في كل مرة توبخه ، ويكون جزاءه البهدلة وقلة القيمة ..
قال صاحب الخبرة .. النساء كلهن هكذا صنف واحد نمرود ، إذا امتلكن القدرة تجبرن وحمن بجبروت القادرة ، والقادرة لا تعفو ولا تترك رحمة أو شفاعة إلا من رحم ربى .. وقدرة المرأة تكمن في كيدها ومكرها ، وإذا شعرت بضعف الرجل قادته ، وعضت اليد التى مدت إليها ووزها الشيطان على العصيان ، لكن ترى هل يوز الشيطان الحيوان ..؟
وأضاف من له علم بباقي الحكاية .. كلما اقترب منها قط غريب نهرته وتنمرت كاشفة عن أنيابها وزامت ..امممممــــ واواواو واواو .. والتنمر رفض ، والرفض نفور واختفاء الطيبة والمسكنة والدلال .
إذا ما اقترب غريب نهرته مدت ذراعها فو وجهه تهوشه ، كاشفة عن أنيابها ، نافشة شعرها الطويل وتقوست ، تتوعده ...واواواو .. واواو .. ويا ويل من تسول له نفسه الاقتراب منها ، مجرد محاولة جر شكلها ، تختفى طباع البراءة والوداعة والألفة وتهجم عليه لعضه من رقبته .. اممممــواواواواو ...
وإذا جاءها قطٌ عجوز متودداً يطلب يدها تثور وتزوم تمنعا ونفوراً ، وتبدو كفهد يتربص بفريسته ، تقوس ظهرها وتكشر عن أنيابها وترفع ذيلها امممـ نونو واواواو ... ...
ليتك يا بوسي انتظرتِ ولم تخوني عهد حبنا وتنمرتِ على أيبكِ ورفضتِ هذا الكائن الذى استلب عذريتك ، لماذا لم تقاومي مثل القطة ..؟
فلا أحد يستطيع ترويض النمرة وإجبارها على شئ دون أن يهفها المزاج والرغبة فى الاستسلام ، والاستسلام ضعف ، والفطرة استجابة لقوة الغريزة التى تتساوى فيها جميع الكائنات ، والليونة دلال واستجابة للغريزة ، يسبقها نونوات هادئة وتسبيل عيون وتمسح في الحائط .. ربما أحست بأنوثتها الطاغية وأدركت حاجتها إلى ذكر يؤنس وحدتها التى طالت أياماً وشهوراً وسنوات من عمرها ضاعت فى الانتظار ، والوحدة صعبة في ليالي الشتاء الباردة ، ربما أدركت يا بوسى ذلك وشعرتي بحاجتك للتكامل النوعي أو من يؤنس وحدتك أو سيطر عليك إحساس الأمومة الذى يولد مع الفطرة في الأنثى ، فهل شعرتي بالحاجة أن تصبحين أماً بعد فقدك الأمل فى ارتباطنا ورفض والدك لى عندما تقدمت لخطبتك ..؟
وما الدافع الذى جعلكِ تقبلين زواجاً تقليديا ..؟
قولي يا بوسى ..كفاكِ صمتا ، وواجهي نفسك قبل أن تواجهيني بالدموع ...!
فى هذه الليلة الباردة ماءت مواءً ناعماً ، نعومة الحرير أو إن شئت قل نعومة المرأة العاشقة الوالهة ،أما القط الوقف منتصباً ، متباهيا بشبابه ،مزهوا بلونه الأسود اللامع وصدره الأبيض ، ماء بنعومة العشق .. نواو نواو مقتربا منها ، تشمم الهواء وحك جسده بجسدها ، تولدت حرارة أشعلت رغبة التلاقي ، رفعت ذيلها وهزهزته يمنيا ويسارا ، ربما حنت إلى الأمومة بعدما عشقت ورغبت ، وفي العشق عطاء ، وعطاؤها الحب روحاً وجسداً ، جريا بعيدا فى الخفاء وكانت صرخة مدوية حين اشتبكا ومارسا الحب في الطريق العام أمام أعين الناس جميعا ، فهل يعتبر ما يمارسه القط مع القطة فعل فاضح في الطريق العام ، يعاقب عليه القانون ...؟!
أعتقد أن ما فعلته بوسى حقاً مشروعاً في الحياة ، هزمت حواجز الخوف من القيم والظروف وتزوجت من أحبته ..
أليس من حقها أن تعيش وتتكاثر زى كل الناس ... ؟
يا ليتنا يا بوسى هربنا سويا وفعلنا ما فعلته القطة بوسى مع القط الذى أحبته ، ولو كنا فعلنا ما فعلاه وهما أجرأ منا .. هل كنا نستطيع هدم الحواجز وقيود التقاليد ..؟!!
مع بزوغ نور الفجر انصرفنا نحن الثلاثة إلى بيوتنا ، ولم يبق من كلام الليل البارد سوى آهات وجع ووعد باللقاء ومواء قطط واواو ... واواو





موسوعه كتاب القصه بمصر / ابراهيم عطبه 681102161455200478491




سيرة ذاتية c.v
إبراهيم عطية .
أحد الأصوات الروائية المغرمة بالبيئة المحلية ، وقد اتخذ من السرد معادل للحياة ، تمثل القصة القصيرة بتقنياتها وتطورها عالمه الحقيقي ، وتجلت في مجموعاته التي صدرت من " طعم الوجع " وتبعتها مجموعة " صيد المطر" و" حوريات الضوء "و" هرش دماغ " وغيرها ، كما قيل عنه في حواره من مجلة الإذاعة والتليفزيون العدد 4139-12يوليو2014( لا يزال الكاتب الروائي إبراهيم عطية يحلم بالأدب القادر علي التغيير ، يرصد بعين مبدعة روائية تحولات القرية المصرية ، مبشرا بالثورة حينا ، ومشخصا أوجاع البشر الذين دهستهم الأنظمة المستبدة ، فكسرت ظهورهم وقيمهم ، وتركتهم نهبا للفقر والجهل والمرض ، ويكشف عن العلاقات المشوهة التي تحم العمل الثقافي العام . وله العديد من الروايات التي تناولت الواقع وألقت الضوء علي المتغيرات الاجتماعية التي طرأت علي قريته التي ولد فيها 21 يونيو 1966
" الإسدية " التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية .
ومن خلال عمله في عالم الصحافة والتصاقه بالواقع الثقافي المصري ..:
- رئيس فرع اتحاد كتاب مصر بالشرقية وإقليم القناة وسيناء .
- مدير تحرير مجلة الرواية التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب
- محرر بجريدة أخبار الأدب – مؤسسة أخبار اليوم
- عضو نقابة الصحفيين المصريين المستقلة
- عضو النقابة العامة للإعلام الالكتروني
- عضوية فخرية بنقابة المهن السينمائية
- عضو اتيليه القاهرة .
- عضو نادي القصة بالقاهرة
- عضو أمانة أدباء مصر من 1998عدة دورات .
- رئيس نادي الأدب المركزي بالشرقية .
- رئيس مجلس إدارة جريدة الأجيال المصرية .
- رئيس تحرير مجلة رؤى الثقافية – الصادرة عن فرع ثقافة الشرقية
- رئيس تحرير سلسلة خيول أدبية .
- عضو نادي الطيران المدني بالشرقية .
- درس الأدب العربي واللغة العربية في كلية دار العلوم – جامعة القاهرة .
- دبلوم الدارسات العليا قسم العلوم الاجتماعية من المعهد العالي للدراسات والبحوث الآسيوية جامعة الزقازيق .
- دبلوم في علوم الحاسب الآلي .
- دورة تدريبية في الثقافة العمالية من الجامعة العمالية .
- دورة تدريبية في الويندوز من وزارة الاتصالات ووزارة الثقافة .
- قدم العديد من الرؤى النقدية في البرامج الثقافية بالإذاعة التليفزيون .
- رئس عدة أقسام في الصحف الإقليمية والقومية منها الإقليم ورأى الأمة ، جماهير الشرقية ، أخبار الشرقية ، جريدة الكنانة .
- نشر العديد من الأعمال القصصية والرؤى النقدية في الدوريات الأدبية المتخصصة في مصر والأقطار العربية ( أخبار الأدب-مجلة الهلال - جريدة القاهرة - الثقافة الجديدة - مجلة القصة – مجلة قطر الندى _ الجمهورية - المساء - الأهرام المسائي – كتاب أخبار اليوم- أدب نقد وغيرها ) .
- أهم الجوائز التي حصل عليها :
- المركز الأول للقصة القصيرة في جامعة القاهرة 1990
- الجائزة الأولي في القصة القصيرة ثقافة الشرقية 2000
- جائزة الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال (القصة القصيرة) عام 2001م
- جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة في النشر الإقليمي المركز الأول كرئيس تحرير لمطبوعات ثقافة الشرقية 2001 .
- جائزة مجلة النصر في القصة القصيرة 2002 م
- درع وميدالية محافظة الشرفية ,
- درع تكريم من جمعية الزعيم أحمد عرابي الثقافية .
- ميدالية تكريم وشهادة تقدير من دار أخبار اليوم في القصة القصيرة 2006.
- شهادات تقدير من جامعة القاهرة
- شهادات تقدير من كلية دار العلوم .
- درع وشهادة تقدير من الهيئة الهامة لقصور الثقافة .
- شهادة تقدير من كلية التربية النوعية جامعة الزقازيق
- شهادة تقدير من المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببنها .
- شهادة تقدير من كلية الآداب جامعة الزقازيق للمشاركة البحثية في فعاليات مؤتمر قسم اللفة العربية .
- شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية على مستوى جمهورية مصر العربية
- شارك في فعاليات مؤتمر اتحاد الكتاب العرب الذي عقد في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء يولية 2007
- شارك بالبحث في مؤتمر قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة الزقازيق تحت عنوان " الواقع الأدبي في الشرقية 2005
- شارك بالبحث في مؤتمر إقليم شرق الدلتا الثقافي في مدينة دمياط 2006
- شارك في أمسية ثقافية بمكتبة القاهرة عن تجربته الإبداعية يونيو2008
- قدم العديد من الرؤى النقدية لبعض الكتاب في برنامج " كتابات جديدة بالبرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية وغيرها من البرامج بصوت العرب .
- شارك في العديد من البرامج التليفزيونية في جميع القنوات .
الأعمال المنشورة :
- طعم الوجع- مجموعة قصصية - سلسلة إبداعات- الهيئة العامة لقصور الثقافة 1998
- صيد المطر - مجموعة قصصية - الهيئة العامة لقصور الثقافة 1998- فرع ثقافة الشرقية ط1– 1998
- خيول النهار – مشترك – كتاب الأدباء - الهيئة العامة لقصور الثقافة
- حوريات الضوء – قصص قصيرة – خيول أدبية – ثقافة الشرقية 2006
- - صيد المطر - مجموعة قصصية - الهيئة العامة للكتاب – اشراقات جديدة ط2– 2007
- الأدب والعولمة – مشترك - - الهيئة العامة لقصور الثقافة 1998- فرع ثقافة الشرقية ط1– 2007
- قضايا النص الأدبي المعاصر– مشترك - الهيئة العامة لقصور الثقافة - فرع ثقافة الشرقية ط1– 2008
- هرش دماغ – قصص قصيرة - الهيئة العامة لقصور الثقافة- ط1– 20011
- تحية العلم – قصة للأطفال – الهيئة المصرية العامة للكتاب 2014
أعمال تحت الطبع :
- سبــــت النــــور - رواية
- مس البدن - مجموعة قصصية بالعامية
- للزقازيق دفء القرفة - رواية
- الحلزونة – رواية
- الديك الأخضر– رواية
- مدن الأرجوزات – رواية
- أولى أوَّل - قصص للطفل
- ابن اراجوز – مسرحية للطفل
- دموع سعيدة – قصص قصيرة
- على بلد المحبوب – مسرحية
- شيخوخة الظل . قصص قصيرة
- عشاق النهار – قصص للأطفال
- شرفات – قصص قصيرة
- فلسفة السرد " قراءات في الرواية المعاصرة " دراسات نقدية .
- موسوعة أعلام الشرقية .
البريد الإليكتروني : ebnatia21n@yahoo.com
تليفون : مكتب - 01022472944- 01227097335

وكالة انباء الادب العربى
وكالة انباء الادب العربى
المدير العام للمنتدى
المدير العام للمنتدى

عدد المساهمات : 264
تاريخ التسجيل : 30/04/2010
الموقع : www.maa66.malware-site.www

http://www.maa66.malware-site.www

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى